06‏/02‏/2013

أنشر تأثم




سألوا أحد المصارعين عن أسوء موقف واجهه في حياته فأجابهم ..
"دخلت الحلبة و أعطاني مجموعة كبيرة من الحاضرين في الصف الأول ظهورهم و لم يلتفتوا طوال المباراة ، كانوا بذلك يعبرون عن عدم محبتهم لي .. و قد إختاروا الطريقة الأفضل ليعبروا عن ذلك فتجاهلهم لي هو أسهل طريقة لفصلي من العمل و جعلي أجلس في البيت ، في مجال الترفية نحن نستمر ما دمنا نحصل على ردة فعل من الجمهور .. إذا لم نحصل على ردة فعل .. ينتهي دورنا".

يقول المثل "أي دعاية .. هي دعاية جيدة" أو من اليسار لليمين "any publicity is good publicity" ، تسويقياً .. إن شخص يقول عنك "سيء" "مخطيء" "غبي" "تافه" أفضل من أن ما أحد يذكر إسمك من الأساس .
مثلاً .. مطعم (كنتاكي) يعتبر نكتة المطاعم السريعة .. كل ما تقول لواحد (نأكل في كنتاكي) يرد عليك (تبغانا نقضي اليوم في الحمام ؟!) و مع ذلك شهرته و طوابير الزباين عنده أضعاف مطعم (كتيكت) إلّي يقدم نوع مشابه إلى حدٍ ما من الوجبات .

إنتشرت في المواقع الأجنبية في السنوات الأخيرة نظرية الـTroll و هو الشخص إلّي يكتب شي سلبي معارض لرأي الأغلبية علشان يستفزهم لأسباب مختلفة .. علشان ريتويت .. علشان ينشهر كمعارض للفكرة .. علشان يستدرجهم للرد عليه .. إلخ ، فأصبح الأغلبية يحللوا الكلام و التعليقات قبل الرد عليها .. و إذا شكّوا إن الشخص Troll كتبوا الجملة الشهيرة تحذيراً للبقية "لا تعطي الترول وجه" أو من اليسار لليمين "Don't feed the troll" و هي زي لمن واحد يسوق و يشوف ساهر و يدق فليشر للي وراه علشان ينتبهوا .

ظاهرة الـTrolling هاذي إنتشرت بشكل كبير و مفزع في مجتمعنا لدرجة إن الأغلبية صارت تشذ بطرحها و ارائها فقط علشان تنعرف و تنشهر .. و للأسف إحنا كالعادة متأخرين عن الغرب في معرفة طرق مكافحة هاذي الظواهر ، فلان يكتب في تويتر إهانة للمطلقات .. بووووم خلال 24 ساعة يزيدوا متابعينه 600 متابع (زيادة بنسبة 10% عن عدد متابعينه الأصلي) .. مع إن الأغلبية الغالبة تختلف معاه ! طيب مين الـ600 إلّي تابعوه ؟! فلان يسوي ريتويت علشان يقول لمتابعينه "شوفوا هذا الغبي إيش يقول" و الثاني يتابعه علشان "يعرف مستجدات الموضوع و يقرأ تبريراته" و .. و .. و .. و في النهاية الأخ (عرف الطريق) بكره يطلع بفيلم ثاني و يتفلسف علشان يجذب الإنتباه .. و يزيد 600 و المرة الثانية 1000 .. و إلّي بعدها .. و إلّي بعدها .. و ينشهر ! و كلها شهر و لا شهرين و يصير له برنامج تلفزيوني يقّرفنا فيه باراءه الشاذة .. و إذا أحد إنتقده يرد "حجم جمهوري هو أبلغ دليل على نجاحي" .

قتل المادة (السيئة) ما يكون بالإشارة إلى مدى سوئها .. قتلها يكون بتجاهلها تماماً و كأنها غير موجودة ، لأن صاحب هذه المادة لو ما كان عنده شي يقدمه غير (السيء) و وجد ردة فعل لما قدمه فما راح يتوقف عن النشر و غيره حيتعلم منه .. و بدل ما يصير عندنا (سيء نكرة واحد فقط) يتحول إلى (سيء مشهور) + (100 سيء نكرة) .

سبب وضعي للأقواس في الفقرة السابقة هو لإيضاح إني ضد (السيء) و لست ضد (المخالف) أبداً .. الإختلاف مهم و ضروري للتقدم ، و عدم إحترام المخالف .. أول طريق الفشل .

مثال ثاني .. اليوتيوب .. برنامج متميز و العالم طايره فيه و تعتبره أفضل برنامج سعودي في تاريخ اليوتيوب و المواقع المجاورة .. عدد مشاهدات وحدة من حلقاته نزلت قبل 8 أشهر (مليون و 200 ألف) ، برنامج ثاني الكل يقول إنه سيء و تافه و ثقيل دم و ماصخ و ماصل و يعّ عدد مشاهدات حلقة من حلقاته (مليونين و 200 ألف) و هاذي الحلقة نزلت قبل 4 أشهر بس .. نص المدة و ضعف عدد المشاهدات تقريباً !
ليش ؟ لأن "فلان يقول فيه برنامج تافه .. خليني أروح أشوف التفاهه" "علان يقول إنه إنرفع ضغطه و هو يتفرج .. خليني أشوف إيش رفع ضغطه" .. و آخرتها يطلع البايخ في برنامج الثامنة مع داود الشريان بسبب "عدد المشاهدات القياسي" .

القراء الأعزاء إلي عندهم أبناء أكيد سمعوا قبل كذا بنظرية تجاهل الطفل وقت البكاء علشان يتعلم إن البكاء ما يوصله لردة الفعل أو الإهتمام إلّي يبحث عنه من الوالدين .. هي هي نفس النظرية .. تجاهل السيء و حيموت حسرة .

و أخيراً ذكرك للسيء .. أو الرديء .. أو الوقح .. أو البذيء سواء في مواقع التواصل الإجتماعي أو في حياتك العادية هو نشر لهم و لما يطرحونه و سيفتح المزيد من العيون عليهم و سيوصلهم لشريحة أكبر .. و بذلك يستمرون في رفع ضغطنا .. و حتأخذ ذنبي لأنه ضغطي ينرفع بسرعة .

تسعدني متابعتكم لحسابي في تويتر و تسجيلكم لإعجابكم بالمدونة في الفيس بوك .. تلاقوا الأزرار في أعلى الصفحة على اليمين .

... و سلامي .

 

9 التعليقات:

هناء الحكيم يقول...

تدوينة جيدة جدا .. لو كانت بالفصحى كانت أجمل

فاطمة المكية يقول...

كلام رائع , كـ قول عمر رضي الله عنه ( اميتو الباطل بالسكوت عنه ) 

غير معرف يقول...

كلام غايه في الروعه

Rrrr يقول...

مره عجبني كلامك .. يعطيك العافيه :-)

Wafa khalid يقول...

شكرا لك قلت كل اللي في قلبي

 زياد يقول...

الخصران يقطع المصران

مالها مكان هنا صح :)

المهم أتفق معاك وهي فعلا ظاهرة واضحة واتوقع اننا بنتجاوزها قريبا مع شوية نضج :)

أخوك زياد

 زياد يقول...

الخصران يقطع المصران
مالها مكان هنا صح :)

المهم أتفق معاك وهي فعلا ظاهرة واضحة واتوقع اننا بنتجاوزها قريبا مع شوية نضج :)

أخوك زياد

Awoosha يقول...

مرحبا أخوي عبدالله ^^
 
تدوينة بوقتها ~ خاصة من اللي نشوفه بتويتر >< شي يرفع الضغط << الحين بدحلون تويتر ويشوفون شنو هالشي اللي يرفع الضغط ههههه عاد مالي دخل بعدين
 
مثل ما قلت ... أنا أستغرب ليش الأشياء اللي ما لها معنى تنتشر بسرعة البرق
لكن تعال حق شي تعليمي ولا نثقيفي أو مهم تلاقيه بالغصب بالغصب تدري عنه شريحة أو عدد معين من الناس
 
أتمنى ناخذ من الأجانب هالطرق الإيجابية ونمنع نشر مثل هالأشياء الغير مفيدة
شي ما راح أستفيد منه ليش أنشره << تذكرت جملة يا كثر ما قريناها بالمنتديات ( أتمنى أفيد وأستفيد )
وين الحين الناس ما تفكر لا تفيد ولا حتى تستفيد
 
بنظري الوعي الثقافي يبغي له زيادة
ممكن نعمل هاش تاغ على سبيل المثال لو كان بتويتر ونتفق مع اللي يغردون بهاشتاقات
نكتب عن مثل هالمواضيع .. << أصلاً هالمهشتقين لهم يد أكبر في هالموضوع ولا شرايك؟!
 
^^ عموماً هي مجرد فكرة وأول تطبيق لها بعمل تويت لهالتدوينة
أدري داخلة متأخر بس الشغل يكرف ><
 
بإنتظار جديدك دايماً
=)

غير معرف يقول...

قلمك ثري بالملاحظات الباذخه...
رائع هو حرفك يوحي مدى رقّي فكرك،،،
بشغف انتظر جديدك ،، كن بخير^_^

إرسال تعليق